بين بين صاحب النيّة ومن لا نيّة له
في الحياة نلتقي بأصناف شتّى من الناس، منهم من يحمل في قلبه نيّة طيّبة، صافية، تنبع من ضمير حيّ وإيمان عميق بأن ما يزرعه الإنسان يعود إليه ولو بعد حين. ترى صاحب النيّة الطيّبة يعمل بصمت، يُعطي دون أن ينتظر المقابل، يبتسم في وجه الحياة حتى لو خذلته، ويسامح رغم الألم، فقط لأن نيّته أن يعيش بسلام.
وفي المقابل، هناك من يعيش بلا نيّة، أو قل بنيّة جوفاء، لا روح فيها ولا صدق. هذا الصنف من الناس يخطط لما يريد الوصول إليه دون أن يراعي مشاعر الآخرين، يتلوّن بحسب مصالحه، يُظهر ما لا يُبطن، ويحسب أن الذكاء هو أن تخدع لا أن تُخلص، وأن الوصول هو الهدف، بغض النظر عن الطريق.
ولكن، مهلاً...
النيّة ليست مجرد فكرة عابرة، بل هي ما يجعل لكل خطوة قيمة، ولكل عمل بركة. فصاحب النيّة الطيبة، حتى لو تعثّر، لا يسقط من عين الله، أما من قلّت نيّته أو انعدمت، فسرعان ما تنكشف سريرته وتبهت صورته.
وفي النهاية، تبقى النيّة هي الميزان الحقيقي بين الإنسان ونفسه، بينه وبين خالقه، وبينه وبين الناس. فالقلوب الطاهرة لا تُهزم، والنيّات الصافية لا تُرد، وما عند الله لا يضيع.
تعليقات
إرسال تعليق